فريدة الشوباشي لـ المحطة م: الإعلام العربي أمامه الكثير حتى يصبح ناجحاً.. وأقول لمن وافق على كامب ديفيد: أين بعد النظر الآن؟
فريدة الشوباشي لـ المحطة م: الإعلام العربي أمامه الكثير حتى يصبح ناجحاً.. وأقول لمن وافق على كامب ديفيد: أين بعد النظر الآن؟
الإعلام العربي أمامه الكثير حتى يصبح ناجحاً
إسرائيل تفعل في غزة كما فعلت أمريكا في العراق!
رفضت إجراء حوار مع شيمون بيريز في مونت كارلو .. ولهذه الأسباب تم فصلي من الإذاعة
السيسي له موقف تاريخي في رفض التهجير.. موقفه وضع القضية الفلسطينية في الصدارة
أقول لمن وافق على كامب ديفيد: أين بعد النظر الآن؟
شيخ الأزهر قال لي : قد تكونين عند الله أقرب مني إليه
لهذه الأسباب أخفيت اعتناقي الإسلام
نجيب محفوظ كان يرى أني "أخطر" موهبة في الستينيات
فريدة الشوباشي أسمًا ارتبط دومًا بالقضايا الجدلية، عن الدين والفكر وحق المرأة، والتصريحات الجريئة التي لطالما تميزت بها، عن مختلف القضايا التي كانت طرفًا فيها، وربما في السنوات الأخيرة فضلت الابتعاد عن المعارك والخلافات إلى الهدوء، بعد عقود طويلة قضتها في صخب تلك المعارك، في سبيل القناعات التي أمنت بها ودفعت في رأيها ثمنًا لذلك الإيمان.
واليوم وبعدما وصل قطار العمر بالأستاذة فريدة إلى العام 86، وصلت هي إلى "المحطة م" في لقاء خاص مع الكاتب الصحفي محمد الحمادي، تتحدث فيه عن مختلف القضايا والأزمات، وكذلك وجهة نظرها عن الأوضاع الإقليمية الحالية التي تتصاعد إلى حد بعيد والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والإعلام العربية وهل نجح في إيصال الرسالة بشكل صحيح للغرب.
وتجيب فريدة الشوباشي عن أسئلة متنوعة حول المرأة، وهل حصلت على حقوقها بعد كل تلك السنوات، التي حاولت فيها هي وأخريات الدفاع عن حق المرأة في مجتمعنا العربي، وكذلك فترة عملها في إذاعة مونت كارلو وأسئلة أخرى في سياق الحوار.
محمد الحمادي: نحن اليوم أمام مشهد كبير في المنطقة وتحديات كبيرة ومخاطر .. ماهي وجهة نظر الأستاذة فريدة الشوباشي فيما يحدث في المنطقة خلال الفترة الحالية؟
- أنا مثل أي شخص لديه أي أحساس، المشاهد الكارثية والوحشية ضد الأشقاء في فلسطين تسببت لي في جرح مفتوح مستمر في النزيف، لأننا أمام شيء لم يحدث في أي مكان بالعالم، وكذلك حجم الفجر مع اعتذاري عن التعبير فجر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لأنه مدعوم من الولايات المتحدة و بايدن، والأخير لم يشعر بأي حرج فمن البداية أعلن أنه صهيوني، ما أتمناه من الله إلا يكون هناك عرب صهاينة، إسرائيل تستحق أن تكون في منطقة بمفردها، وأن شاء الله مصيرها الزوال، ، ومع كل الحزن على المشاهد الوحشية التي لم يسبق لها مثيل حتى من إسرائيل نفسها لدي أمل بالخروج من عنق الزجاجة الحالية، ونستفيق من الوضع الحالي مرة أخرى، فمنذ زيارة السادات إلى إسرائيل البعض وجد مبرر للسلام مع إسرائيل، وأن السادات كان بعيد النظر في قراره عقد تلك الاتفاقية، اليوم أنا أرغب في توجيه أسئلة لهؤلاء، أين بعد النظر الآن.
- إسرائيل لا يمكن أن تكون دولة سلام، فهي جاءت بالأصل لمشروع استعماري، مشروع من الفرات إلى النيل.
محمد الحمادي : سنتكلم عن السلام .. لكن أرغب في العودة إلى بدايات الأستاذة فريدة وأول قصة لها بعنوان الإنسان، اليوم ما الذي أوصل الإنسان إلى ما نحن عليه الآن وكيف وصل؟
- لأننا منطقة مستهدفة، ومنذ بداية الأمر قلت أن مصر هي المستهدفة، وفلسطين هي الجسر للعبور لمصر، والوضع الحالي أثبت الأمر، فمنذ رحيل عبد الناصر وحتى يونيو 2013 كان هناك إعداد للرأي العام في مصر لقبول أي تنازلات ولكن الشعب المصري صامد ومكافح، وأنا عشت مع هذا الشعب منذ نكسة 67، وكان زوجي قد غادر السجن مؤخرًا ومنع من العمل، وفي نفس ليلة التنحي كنت أنا في الشارع أطالب ببقاء عبد الناصر، وقلنا في الشوارع " أحنا الشعب أصحاب الحق.. أول مرة نقلك لا".
- لكن الذين جاءوا بعد عبد الناصر كان يرغبون في ردة فعل أخرى كان يريدون فقط الموافقة و"تمام .. أمريكا ستنا وتاج راسنا"، وأمريكا لن تكون كذلك على الإطلاق، ما فعلته أمريكا في العراق هو نفسه ما تفعله إسرائيل في غزة، نفس المنهج ولا يختلف، وأكبر شيء مسيء حدث هو خداع الرأي العام العربي أنه في حال وجود سلام مع إسرائيل ستسير كل الأمور على ما يرام وهذا خطأ، إسرائيل ترغب في السيطرة لا السلام.
![](https://jusoorpost.com/uploads/a94ce28e-6c5e-4b41-b33b-14a204a72e6f.jpg)
محمد الحمادي: إذا أنت أستاذة فريدة ضد فكرة السلام مع إسرائيل .. السلام في المنطقة بشكل عام؟
- أنا مع السلام، ولكن الوقت الحالي لا يوجد سلام، هل يوجد شخص قادر على القول أن إسرائيل تريد سلام، بعد كامب ديفيد البعض تصور أنه لن يكون هناك حروب ولكن الحروب لم تتوقف، حدثت حروب وحشية في لبنان وسوريا.
محمد الحمادي: الانتقادات الغربية كانت موجهة بشكل أساسي ضد الدول العربية وأنها هي التي لا تريد السلام .. واليوم نكتشف أن الوضع المختلف.. انت عشت في الغرب كيف تنظرين إلى تلك الازدواجية من الغرب حتى في التعامل مع ما يحدث في غزة؟
- أنا لست مع هذا التعبير، واعتبر أن هناك معيار واحد يطبق على أرض الواقع، هو أن الحق مع طرف واحد هل من المعقول أن رئيس أكبر دولة في العالم، يعتبر أن المقاومة للمحتل هي إرهاب، كيف هذا؟؟ هذا ليس منطقي، ولكن ما يحدث ليس مقاومة ولكن إجرام في تصورهم.
محمد الحمادي: كنت تعملي مونت كارلو وتتحدثين عن القضية الفلسطينية هل تغير شيء في تعامل الغرب؟
- الغرب خلع القناع، كنت أقراء كل تلك الأمور فأنا أيضًا دراسة للحقوق، وهذا الأمر واضح منذ حالة التوسع الهستيري التي حدثت بعد وعد الخواجة بلفور، الذي منح فلسطين لليهود وكأنها " بيت أبوه "، هو منحها لليهود، والصهاينة شيء آخر فهم حركة سياسية، تستهدف شل الوطن العربي، وبالأخص مصر وتستهدف أيضًا فرض السيطرة، إسرائيل هي مجرد حاملة طائرات أمريكية في الشرق الأوسط.
محمد الحمادي: هل إسرائيل قادرة على تنفيذ هذا المخطط؟
- لا والدليل أمامنا ، على مدار خمسة أشهر تحارب منظمة فلسطينية، ولم تنجح في القبض على أحد من عناصرها ولا أن تفرج عن محتجزين، أو حتى تصادر أسلحة هي فقط تقصف المدنيين.
محمد الحمادي: المؤسسات الدولية والأمم المتحدة تبدو وكأنها هشة جدًا وضعيفة في حماية المدنيين.. كيف رأيت الدور الأممي المفقود؟
- أنا أرى أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي طليعة الانحطاط كما قال روجيه غارودي، هي استخدمت حق النقض الفيتو حتى لا يتوقف إطلاق النار في غزة، هي البلد الوحيد في العالم الذي اعترض على وقف إطلاق النار، أنا أشعر أنهم مقبلين الآن على صفحة كبيرة في تاريخ البشرية يكتبها الصمود الفلسطيني وغزة.
محمد الحمادي: ما هو عنوان تلك الصفحة؟
- عنوانها أن أمريكا لم تعد مثل السابق، اليوم أصبحت هناك مظاهرات ضدها إسرائيل في الدول الغربية، هذا الأمر كان مستحيل الحدوث، العالم اليوم شاهد وحشية إسرائيل، وهذا الأمر ليس بسيطًا حتى وأن استخدمنا فيها كافة وسائل الإعلام.
محمد الحمادي: كنت في مونت كارلو وطلب منك إجراء حوار مع شيمون بيريز، لماذا رفضت إجراء الحوار وربما كان سبب مغادرتك لمونت كارلو؟
- منذ اللحظة الأولى وأنا أرى إن إسرائيل دولة قاتلة، كانت تستهدف وقف نمو الأمة العربية لصالح بريطانيا والآن لصالح الولايات المتحدة، أنا في مونت كارلو كان لدي شعبية، وطلب مني إجراء حوار مع بيريز عندما زار فرنسا حتى مجرد التقاط صورة معه حتى ينتهي اسم فريدة الشوباشي في الأرض المحتلة، وأنا قلت على جثتي أن أجري هذا الحوار، وأكدت رفضي أن أضع يدي في يد سفاح لا أعلم كم قتل من المصريين، و رفضت رفض قاطع.
- الجميع في إسرائيل يكذبون حتى نتنياهو فهو لايرى فيما يرتكبه اليوم أي إجرام، وأنا في حياتي لم أصافح إسرائيل ورفضت كذلك زيارة إسرائيل أو الذهاب للأراضي المحتلة عندما طلب مني الذهاب لهناك من أجل تغطية إحدى الفعاليات الانتخابية هناك.
محمد الحمادي: إذا هذا الأمر كان سبب في مغادرتك لمونت كارلو؟
- أنا لما أغادرها ولكن فصلت منها، بسبب بيريز، المدير الفرنسي كان حقير وكان يعتقد أني معادية للسامية، وكذلك بسبب سلمان رشدي، وهو كاتب سخر من القرآن الكريم، والمدير الفرنسي رغب في أن أقوم بإذاعة أحدى الكلمات التي ألقاها رشدي في مؤتمر هناك ولكني رفضت، وقلت للمدير الفرنسي أن اللائحة الخاصة بالإذاعة تذكر أننا موجهين للمنطقة العربية، وبالتالي يجب أن تكون علاقتنا معهم طيبة، وهذا الأمر غير معقول مع استضافة سلمان رشدي وفي النهاية لم ينجح في الرد عليا، وعندما مثلت للتحقيق بسبب بيريز استخدمت حجة قانونية، في الدفاع عن نفسي وذكرت أني سأواجه مشكلة في إجراء الحوار بسبب اللغة.
- بعد ذلك طلب مني تخفيض راتبي بسبب إصلاحات في الإذاعة، ورفضت هذا الأمر، وزملائي سألوني ماذا سأفعل قلت "أسمح بلاط ولا أضع يدي في يد الصهيوني الحقير"، بعدها وصلني جواب بالاستغناء عن خدماتي.
محمد الحمادي: قلت أن ترامب سيذهب بالعالم إلى " داهية " مع عودته هل تعتقد أن الوضع سيختلف؟
- ترامب منح إسرائيل الجولان مثل وعد بلفور، والثاني الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، ولكن اليوم لم أعد خائفة، الولايات المتحدة دخلت مرحلة الهبوط، وهناك دول أوروبية رفضت ما تريده الولايات المتحدة.
- وجود ترامب لن يغير الأمر، المطلوب هو أن يفهموا أننا شعب وتلك أرضنا، حتى أنا أرفض لفظ المقاومة الإسلامية فهي مقاومة وطنية، حتى لو من يحتلون فلسطين مسلمين أيضًا سأكون ضدهم " أنا لو أخويا يطردني من بيتي سأكون ضده".
محمد الحمادي: الفترة الماضية كانت هناك ضغوط على مصر وربما ادعاءات أن مصر لا تقوم بدورها في أزمة غزة؟
- السيسي عندما قال أن التهجير خط أحمر هو موقف تاريخي، قبول وجود الفلسطينيين في سيناء سينهي القضية الفلسطينية، الموقف التاريخي للسيسي هو الذي جعل القضية الفلسطينية في الصدارة، والبعض حتى كان يسأل لماذا لا ترحب مصر بهم؟ عجيب هل نساعدهم في تصفية القضية.
- السيسي كان موقفه وطني، وبايدن عرض على السيسي تسهيلات مالية وهو رفض، ورفض التهديدات أيضًا لأنه إنسان وطني مصري محترم لا يمكن شراء ذمته.
![](https://jusoorpost.com/uploads/%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A9%20%D9%85.jpg)
محمد الحمادي: هل كامب ديفيد فرضت على مصر؟
- بالعكس السادات كان متفق معهم ، وأنا بكيت عندما شاهدت السادات هناك، وعندما قال أن 99% من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة قال هذا على بلد لم يكن لها وجود عندما كانت مصر لها آلاف السنين، ولذلك أنا احترم السيسي فقبل وصوله لمنصب الرئيس قال أن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة.
محمد الحمادي: الدول العربية التي وقعت سلام مع إسرائيل هل من الممكن أن نصل إلى لحظة تعلق فيها العلاقات مع إسرائيل؟
- هذا هو الأمل لأننا شاهدنا دول أجنبية أدانت إسرائيل، وبعضها طرد السفير، أي شخص مثلًا في الوقت الحالي يستقبل نتنياهو سيكون سفاح مثله فهناك مجزرة تحدث.
محمد الحمادي: اليوم نجد أن اليمين في صعود مستمر حتى اليمين المتطرف في كل دول العالم .. ما هو خطورة ذلك على حقوق الإنسان؟
- هذا أخطر شيء على حقوق الإنسان، وهذا حدث من خلال الخديعة، من الناحية الاقتصادية منحوا أمل أن كل شخص سيكون مليونير بالخديعة طبعًا، من الأشياء التي أتذكرها دائمًا حديث لرئيس فرنسي عن أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي، فرد قائلًا " الشيوعية انهارت لأنها لابد أن تنهار وكذلك تحمل في تكوينها أسباب الفناء وكذلك الرأسمالية المتوحشة فانعدام العدالة سينهيها".
محمد الحمادي: كيف تحولت حقوق الإنسان من أهداف سامية إلى مادة تستخدم سياسيًا في الانتخابات وغيرها؟
- هذا هو الشغل الأمريكاني وأن حقوق الإنسان هي فقط في السب وقتل الحاكم، أما أنا فأقول أن حقوق الإنسان هي الطعام بطريقة كريمة، ومسكن كريم، هذه هي الحقوق الأساسية للإنسان، أي شيء يخص الإنسان فعلًا لا يتم الحديث عنه.
محمد الحمادي: هل الحرية العمود الأساسي لحقوق الإنسان؟
- نعم ولكن تبدأ بتوفير المستلزمات الأساسية للإنسان، ماذا لو لديه حرية وليس لديه طعام .. سلامات يا حرية .. أهم حقوق الإنسان هي المأكل والمسكن والعمل.
محمد الحمادي: هناك وجهة نظر لك في الحجاب وزي المرأة.. وهناك وجهات نظر مختلفة حول هذا الأمر لماذا في رأيك؟
- أنا كنت أذهب للمحكمة وأقف أمام المحكمة بميني جيب، وهناك ثقافة أخرى هي دخيلة علينا، أنا كان لي حوار مع شيخ الأزهر وقلت له أن الحجاب ليس فرضًا، وهو رد عليا بآية من سورة النور وأنا فسرت الآية "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" وذكرت أن هذا الأمر يعود إلى البيئة، وذكر لي أيضًا حديث الرسول " المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا"، فقلت أنه حديث آحاد ليس له سند، فضحك وقالي لي : "قد تكونين عند الله أقرب مني إليه".
- أما عن الحملة التي حدثت ضدي، فأول كلمة في القرآن أقراء هم حرفوها وجعلوها " أخرس " عندما أقول شيء أقنعني، وأذكر عندما صرح العريان أنه قال للأمريكان " شاهدوا عدد المحجبات تعلموا أننا قادمين للحكم" إذا الأمر هو سياسة وليس دين، أنا قاومت وواجهت قضايا فليس من المعقول عندما أسير مع أمراه أخرى في الشعر لمجرد أنها تضع شيء على رأسها تصبح مسلمة وأنا كافرة.
محمد الحمادي: أنت تحولت من المسيحية للإسلام.. هل تعتقد أن حرية الإنسان تتعارض مثلًا مع عادات المجتمع وتقاليده؟
- أحيانا تتعارض أنا مثلًا أهلي وضعوا مسدس على رأس، ولم يعلم أحد عن تغيير ديانتي إلا عندما قال مبارك أنا حريص على عنصري الأمة ورددت عليه في مقال " بل عنصر واحد "، ورويت تفاصيل هذا التحول خلال المقال.
محمد الحمادي: لماذا بقي سرًا؟
- أنا أعتبر تلك العلاقة خاصة ليس لأحد علاقة بها، أنا مثلًا لا أحب من يردد أنا صائم .. أنا كنت أصوم في باريس ولم يعلم أحد حتى زملائي، ومنهم جورج قرداحي.
محمد الحمادي: هل لا زالت فريدة الشوباشي هدفًا لتيار الإسلام السياسي، حتى أن البعض يردد أنك تحولت للإسلام من أجل الهجوم على هذا التيار؟
- البعض قال أني فعلت هذا حتى أهاجم الإسلام أيضًا.
محمد الحمادي: في الجانب الثقافي ارتبطت أستاذة فريدة مع أسماء كبيرة الأستاذ نجيب محفوظ يوسف إدريس هيكل الغيطاني .. ممكن تروي لنا تجربتك مع هؤلاء العمالقة؟
- كنت معجبة جدًا بالأستاذ نجيب محفوظ، وشاركت في ندوته، وقرأت له قصة باسم هدية بابا نويل .. والأستاذ نجيب كان يحمل لي معزة وكان رأيه أنني أخطر موهبة في الستينيات، وأجريت معه حوارا لمونت كارلو.
- جمال الغيطاني كان تؤام روحي، وكنا نتحدث يوميًا أثناء وجودي في فرنسا، وهيكل كان حبيب قلبي وأجريت معه حوارا في 94 كسر الدنيا، وهناك دولة خليجية طلبت فصلي بسبب هذا الحوار، وفي 2007 منحته مجموعة من قصصي الأدبية وكتب لي المقدمة.
![](https://jusoorpost.com/uploads/1944b68d-7828-4265-bc12-cb01573c0cdc.jpg)
محمد الحمادي: ماهي أسباب تراجع المشهد الثقافي العربي؟
- لا أعلم ولكن كل شيء تغير وأصبح سطحيًا، مثلًا أفعل ما تشاء واذهب بعدها للحج والله سيغفر لك ليس هكذا، الإسلام سلوك، اللواء فؤاد علام بعد عودتي من باريس جمعتني معه جلسة عشاء، وهناك قلت أني أشعر أن هذا الوطن ليس وطني، والبعض شعر الغضب من الوصف، ولكن هو أكد أني لدي الحق في هذا الوصف.
محمد الحمادي: ما هو حلم الأستاذة فريدة الذي لم يتحقق حتى الآن؟
- أريد أن أكشف أن السبب في دخولي للإسلام، هو عمر أبن الخطاب، بسبب حس العدالة لديه فهي بالنسبة لي أهم شيء، وأنا أرى أن السيسي في سبيله لذلك، كل ما يفعله السيسي، أشعر وكأنه يفعله وهو يضع أذنيه على قلوب المصريين وهو يراعي كل شيء في مصر.
محمد الحمادي: شاهدت لك حوار قلت فيه أن الوطن قبل أولادي حتى؟
- الوطن قبل حياتي وليس أبنائي وهذه حريتي، وأنا طوال عمري بالنسبة لي الوطن أهم شيء، وأذكر أن شقيقي تأخر في أحدى المرات، وبعدها اكتشفنا أنه تطوع للدفاع عن الوطن في العدوان الثلاثي وأمي شعرت بالقلق خوفًا أن يموت في الحرب ليرد والدي: ما يموت هو أحسن من اللي ماتوا في سيناء.
محمد الحمادي: بالنسبة للأستاذة فريدة ما هو المواطن ماذا له وماذا عليه؟
- المواطن له وكما له فهو عليه، الوطن لابد أن يوفر الحماية للمواطن، والمأكل والعمل لأن العمل شرف وواجب، وأنا بدأت العمل وعمري 9 سنوات، وهذا يحدث بوجود مشروعات كثيرة وصناعات كثيرة أيضًا.
محمد الحمادي: بالنسبة للمرأة ماذا عنها.. هل المرأة حصلت على حقوقها اليوم؟
- حصلت على جزء كبير، والسيسي في مصر منحها حقوق كثيرة، بعدما كنت تسمع عبارات مثل المرأة عورة، وأنا لدي قناعة أن الله كرم المرأة ومنحها سر الحياة عندما أودع فيها الرحم وما كان يوجد أي عظيم أو نبي إلا بوجود المرأة.
محمد الحمادي: هل الإعلام العربي اليوم نجح في إيصال الرسالة للإعلام .. ففي حرب غزة وجدنا البعض وصلت له رسالة عكسية؟
-الإعلام العربي أمامه الكثير حتى يصبح ناجحًا، أنا مثلًا أتبنى أسلوب الإقناع والكشف عن الحقيقة في الإعلام، وحتى فترة وجودي في مونت كارلو كنت مؤثرة، والإعلام العربي انحرف منذ الانفتاح في مصر لأنه تسبب في نوع من الفوضى.